في سياق الأحداث الراهنة التي تشهدها المنطقة، تصاعدت الأحاديث حول العلاقة بين التعليم والدين، خاصة مع التصريحات المثيرة للجدل للإعلامي إبراهيم عيسى،حيث استنكر قرار تغيير اسم جامعة البعث إلى “جامعة خالد بن الوليد”، وما تبع ذلك من إقامة صلاة الظهر في الحرم الجامعي،في ظل تصاعد المخاوف من تزايد الإرهاب، بات التساؤل حول مدى ملاءمة هذه التغييرات لعالم التعليم المعاصر أمرًا محوريًا،هل يمكن دمج الشعائر الدينية ضمن الأنشطة الأكاديمية وما هو تأثير ذلك على غير المسلمين والملحدين يتناول هذا المقال موقف إبراهيم عيسى وما تضمنه من قضايا تعكس الصراع بين التعليم والدين في مجتمعات تشهد تحولًا جذريًا.
موقف إبراهيم عيسى
في برنامج “حديث” الذي يقدمه على قناة، عبّر إبراهيم عيسى عن رفضه القاطع لفكرة تحويل الجامعات إلى أماكن للصلاة، مشددًا على أهمية التعليم كعبادة تُمارس بشكل يتوافق مع العقل والمنطق،واعتبر أن فرض الشعائر الدينية في مؤسسات تعليمية من شأنه أن يشكل ضغطًا على الطلاب غير المسلمين أو الملحدين،ورفع صوته مناديًا بأن العلم والتعليم يجب أن يبقيا بعيدين عن أي صبغة دينية تُفرض على الجميع،هذه التصريحات تعكس حالة من الصراع بين القيم التعليمية والقيود الاجتماعية التي يفرضها التطرف الديني.
تصريحات عيسى حول فرض الصلاة
وعبر عيسى عن استهجانه من الفرض الجماعي للصلاة على طلاب الجامعة، مشيرًا إلى أنه لا ينبغي فرض شعائر دينية على جميع الطلاب بشكل إكراهي،فقد رأى أن ذلك قد يمثل محاولة لإضفاء طابع ديني على الحياة الجامعية، مما يعكس سياسة دينية صارمة،واعتبر أن هذا القرار يأتي في ظل تأثيرات دينية متصاعدة قد تؤدي إلى نوع جديد من السيطرة، مما يدعو لمزيد من التحليل حول تأثيرها على المجتمع الأكاديمي.
المخاوف من تزايد الإرهاب
تترافق تصريحات عيسى مع تنامي المخاوف من انتشار الجماعات الإرهابية ومدى تأثيرها على الحياة اليومية،حيث يشعر البعض بأن فرض القيود الدينية بشكل متزايد سيكون له مردود سلبي، مما قد يؤدي ل التوترات بين الأديان المختلفة،وبذلك يصبح التساؤل حول كيف يمكن حماية الحريات الفردية في ضوء هذه الظروف أمرًا ملحًا لا بد من تناوله في النقاشات العامة.
تحويل جامعة البعث إلى جامعة خالد بن الوليد
جاء قرار تغيير اسم “جامعة البعث” إلى “جامعة خالد بن الوليد” كتعبير عن تكريم شخصية بارزة في التاريخ الإسلامي، مما أدى إلى ردود فعل متباينة،فرأى البعض أن هذا التغيير يعكس توجهات سياسية ودينية جديدة، بينما اعتبر آخرون أنه مجرد عمل شكلي لا يمس جوهر التعليم،وما يثير القلق هو كيف يمكن أن يؤثر هذا التغيير على هوية الطلاب الأكاديمية وقدرتهم على التعلم في بيئة ملائمة.
خلاصة القول
لقد تسلط الضوء على تصريحات إبراهيم عيسى فيما يخص العلاقة بين التعليم والدين، مشيرًا إلى ضرورة التوازن بين الهوية الدينية وحرية التعليم،وفي خضم هذه التحولات، يبقى السؤال الأبرز هو كيف يمكن الحفاظ على التعليم كمؤسسة مستقلة عن تأثيرات الدين هل تطلب الظروف الحالية إعادة النظر في المعايير الأكاديمية لتتماشى مع الأحداث المتسارعة إن الحفاظ على مسافة بين الدين والتعليم يظل أمرًا محوريًا في هذا السياق المتباين.