غزة تواجه الجوع والهجمات الجوية الإسرائيلية المدمرة

غزة تواجه الجوع والهجمات الجوية الإسرائيلية المدمرة


سقط 116 قتيلا بينهم 38 من منتظري المساعدات في قطاع غزة أمس السبت، بينما برر الجيش الإسرائيلي بأنه أطلق طلقات تحذيرية نحو حشود كانت تقترب من مواقعه، بينما حذر مجلس حكماء المسلمين من تفاقم الكارثة الإنسانية في غزة نتيجة استمرار العمليات العسكرية ومنع دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية.
أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة أن 116 قتيلا، بينهم 38 شخصاً وإصابة أكثر من 100 آخرين كانوا ينتظرون الحصول على مساعدات غذائية، وصلت جثامينهم إلى مستشفيات قطاع غزة. ولفتت الصحة إلى أنه لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، حيث تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم حتى اللحظة.
وأشارت إلى أن حصيلة العدوان الإسرائيلي ارتفعت إلى 58,765 قتيلاً 140,485 إصابة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023م. كما بلغت حصيلة القتلى والإصابات منذ 18 مارس/آذار 2025 حتى اليوم: 7,938 قتيلاً و28,444 إصابة.

وأكدت الوزارة أن عدد ما وصل إلى المستشفيات بين يومي الخميس والسبت، من قتلى المساعدات وصل إلى 41، وأكثر من 94 إصابة، ليرتفع إجمالي قتلى لقمة العيش ممن وصلوا المستشفيات إلى 891 وأكثر من 5,754 إصابة.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه أطلق أعيرة نارية تحذيرية على مشتبه فيهم اقتربوا من قواته بعدما لم يستجيبوا لنداءات التوقف، على بعد نحو كيلومتر واحد من موقع لتوزيع المساعدات لم يكن يعمل في ذلك الوقت.
وقال محمد الخالدي، الذي كان ضمن المجموعة إنه لم يسمع أي تحذيرات قبل بدء إطلاق النار.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل إن «22 قتيلاً نقلوا من منطقة الطينة قرب مركز توزيع المساعدات جنوب غرب خان يونس، وأربعة من منطقة الشاكوش قرب مركز التوزيع» شمال غرب مدينة رفح.
وذكر شهود عيان أنه مع تجمع مئات الفلسطينيين في محيط مركز توزيع تابع للمؤسسة قرب خان يونس في الصباح الباكر، أطلق جنود إسرائيليون النار عليهم.
وقالت المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة في جنيف الثلاثاء الماضي إنها سجلت سقوط 875 قتيلاً على الأقل خلال الأسابيع الستة الماضية في محيط مواقع المساعدات وقوافل الغذاء في غزة. وكانت معظم تلك الوفيات بسبب إطلاق نار قال السكان المحليون إن الجيش الإسرائيلي يقف وراءه.
واعترف الجيش الإسرائيلي بتعرض مدنيين للأذى، وقال إن القوات صدرت لها تعليمات جديدة تتضمن «الدروس المستفادة».
وقال الجيش الإسرائيلي أمس السبت إنه قصف مستودعات أسلحة لمسلحين ومواقع قناصة في بضعة أماكن في القطاع.

وأمس الأول الجمعة، أصدر الطبيب صهيب الهمص مدير مستشفى الكويت التخصصي الميداني في منطقة المواصي في خان يونس، بياناً قال فيه «يشهد المستشفى في هذه الأثناء تدفقاً غير مسبوق للنازحين… حيث تصلنا حالات تعاني إنهاكاً شديداً وإعياء تاماً، إلى جانب مظاهر هزال شديد وسوء تغذية حاد نتيجة انعدام الغذاء لفترات طويلة». وأكّد أن «جميع الحالات التي تصلنا الآن بحاجة ماسة إلى الغذاء قبل الدواء… المئات ممن نحلت أجسادهم بالكامل باتوا مهددين بالموت بعد أن تجاوزت أجسادهم القدرة على الصمود». وطالب «المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بالتحرك الفوري والعاجل لوقف شلال الدم الفلسطيني، وفتح المعابر بشكل كامل، وتوفير الإمدادات الغذائية والدوائية الأساسية، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها بدون أي عوائق».
والأسبوع الماضي، حذرت منظمة أطباء بلا حدود غير الحكومية من تسجيل ارتفاع مقلق في حالات سوء التغذية الحاد، مشيرة إلى مستويات «غير مسبوقة» في اثنتين من عياداتها في غزة.
من جهة أخرى، دان مجلس حكماء المسلمين، برئاسة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بشدة استهداف القوات الإسرائيلية لكنيسة العائلة المقدسة في قطاع غزة، والذي أسفر عن سقوط عدد من الضحايا والمصابين.
وأكد المجلس رفضه القاطع لمثل هذه الاعتداءات التي تُعد انتهاكاً صارخاً للقوانين والمواثيق الدولية، التي تجرّم الاعتداء على دور العبادة واستهداف المدنيين الأبرياء، محذراً من تفاقم الكارثة الإنسانية في غزة نتيجة استمرار العمليات العسكرية ومنع دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية.
وجدد مجلس حكماء المسلمين دعوته للمجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته في حماية المقدسات الدينية والمؤسسات المدنية، والعمل العاجل على وقف العمليات العسكرية، ودعم حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.(وكالات)



تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *