
من الفرح والدموع إلى الفتاوى الفقهية والنقاشات الإلكترونية الحادة، لا تزال حالات زواج أصحاب متلازمة داون في مصر تثير تفاعلًا واسعًا بين التعاطف والتشكيك؛ فبينما يرى البعض أن من حقهم أن يعيشوا تجارب الحب والزواج، يضع آخرون علامات استفهام حول مدى أهليتهم لتحمّل هذه المسؤولية.
فاتحة دينا طارق ومحمود عبد الباري
جذبت بطلة السباحة دينا طارق الأنظار عام 2016، حين ارتدت فستان زفاف خلال عرض أزياء نظمته جمعية صندوق الخير، ما دفعها للبكاء تأثرًا، قائلة إنها تتمنى ارتداءه في زفافها الحقيقي.

وبالفعل، تحققت أمنيتها لاحقًا بقراءة الفاتحة على السباح محمود عبد الباري، ما أحدث موجة من التفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي، وانقسمت الآراء حول رأي الشرع في زواج شخصين من ذوي متلازمة داون؛ إذ أشار البعض إلى أن زواجهما “لا يجوز شرعًا”.
عريس متلازمة داون
وفي مشهد آخر بمحافظة الشرقية، تسبب مقطع فيديو لعروس تبكي أثناء زفافها من شاب من ذوي متلازمة داون في انقسام حاد بالرأي العام. واعتقد البعض في البداية أن الفتاة أُجبرت على الزواج، بينما خرجت العروس لاحقًا في تصريحات تؤكد أنها تحب زوجها، وأن دموعها لم تكن رفضًا للزواج.

ورغم تصريحات العروس، لم تتوقف الانتقادات، خصوصًا مع تداول الفيديو على نطاق واسع تحت عنوان “عريس متلازمة داون”، وسط تساؤلات حول أهلية العريس لتحمّل المسؤولية الزوجية.
خطوبة سما رامي وأدهم تامر
ومؤخرًا، انتشرت صور خطوبة سما رامي يوسف، المصابة بمتلازمة داون وخريجة الأكاديمية البحرية، على الشاب أدهم تامر. وعلى الرغم من رسائل التهاني التي تلقاها الثنائي، لم تخلُ التعليقات من تساؤلات وجدالات حول مشروعية زواجهما.

وفي تصريحات خاصة لـ”تليجراف مصر”، قالت السيدة سوزات، والدة سما، إنها اعتادت على الانتقادات، مشيرة إلى أن ابنتها إنسانة ناجحة في عملها، وتستطيع التعامل مع مختلف فئات المجتمع، كما أنها شخصية مؤثرة وناشطة حقوقية، وصاحبة أول قضية تنمر من نوعها.
رأي الشرع.. هل يجوز زواجهم؟
في خضم هذه الحالات، عاد الجدل حول الموقف الشرعي والفقهي من زواج أصحاب متلازمة داون. وأوضح الدكتور عطية لاشين، أستاذ الفقه بكلية الشريعة والقانون، أن زواج أصحاب متلازمة داون جائز شرعًا، حتى في حال وجود تأخر عقلي أو ذهني بدرجة ما، كما يجوز أن يتم الزواج من خلال أوليائهم.
وأضاف أن الفقهاء نصوا على هذا الأمر في كتبهم، واصفًا الزواج بأنه نوع من العلاج لهؤلاء الأشخاص، طالما لا توجد أضرار مترتبة على الطرف الآخر.