حرارة شديدة ورطوبة وأمطار رعدية بالجنوب.. ماذا يحدث في مناخ مصر؟

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!


في مفاجأة مناخية، أعلنت الهيئة العامة للأرصاد الجوية، وجود فرص لتساقط أمطار متفاوتة الشدة، من مساء غد الأربعاء، وقد تكون رعدية أحيانًا، تضرب مناطق من أقصى جنوب البلاد (أبو سمبل، أسوان، حلايب وشلاتين).

توقعات بسقوط أمطار

وتوقعت الأرصاد الجوية، في بيان، اليوم، أن يصاحب ذلك وجود نشاط للرياح نتيجة للهواء الهابط من أسفل السحب الرعدية، على بعض من هذه المناطق وقد تكون مثيرة للرمال والأتربة، مع ارتفاع طفيف في درجات الحرارة على أغلب الأنحاء بقيم تتراوح من (2 : 3) درجة مئوية لتكون درجات الحرارة على السواحل الشمالية (31: 32)، والقاهرة (37: 38)، وجنوب البلاد (40: 43).

دور تغير المناخ في سقوط الأمطار

استشاري البيئة والطاقة وتغير المناخ، الدكتور ماهر عزازي، رأى أن تغير المناخ ليس له دور في الأمطار المتفاوتة أو الرعدية، المتوقع سقوطها غدًا على أقصى جنوب البلاد، معتبرًا أن هذا أحوال جوية طبيعية بدورة المناخ.

وأوضح عزازي، لـ”تليجراف مصر”، “لو كان لتغير المناخ دورًا في هذا، فربما يؤدي إلى تجفيف الظاهرة الجوية”، مضيفًا: “سبق وسقطت أمطار غزيرة في هذا التوقيت وجرفت مجموعة كبيرة من المنازل، وكانت تسقط من جبال البحر الأحمر”.

من جهته، رأى استشاري التغيرات المناخية، الدكتور السيد صبري، أن هذه الظواهر لا يمكن الجزم بأنها ناتجة مباشرة عن التغير المناخي، لكنها تأتي في سياق عام من الاضطراب المناخي المتزايد.

وقال صبري لـ “تليجراف مصر”، إن التغير المناخي لا يعني بالضرورة ارتفاعًا مستمرًا في درجات الحرارة فقط، بل يشير إلى اختلال في النمط العام للمناخ، أو ما يمكن وصفه بـ”لغط” في حركة الطقس والمواسم، وبالتالي لا يمكن ربط كل حالة مطر مفاجئة أو تغير مناخي محدود بالتغير المناخي بشكل مباشر، لكن لا يمكن استبعاده من الصورة الأكبر.

وأضاف أن من الأسباب العلمية الرئيسية لهذه الاضطرابات ما يعرف بالاحتباس الحراري، الناتج عن تراكم الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي بفعل التلوث والانبعاثات.

وأوضح أن الاحتباس يؤدي إلى تخزين زائد للطاقة في الغلاف الجوي، وهو ما يسهم في ظهور حالات من الاضطراب المناخي، مثل تكون السحب المفاجئ وسقوط الأمطار غير المتوقع في مناطق غير معتادة.

أسباب سقوط الأمطار

عضو المركز الإعلامي بالهيئة العامة للأرصاد الجوية، الدكتورة منار غانم، فسرت أسباب سقوط الأمطار خلال شهر يوليو، وتسليط الضوء على تكرار الظواهر الجوية غير المعتادة من حيث التوقيت والمكان، بالإضافة إلى توضيح تأثيراتها، بحسب فيديو لها منشور على صفحة مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابعة لمجلس الوزراء على “فيسبوك”.

وأوضحت غانم، أن مصر شهدت خلال الفترة الماضية ظواهر جوية غير معتادة، أبرزها سقوط الأمطار في ذروة فصل الصيف خلال شهر يوليو، وهو أمر نادر الحدوث في هذا التوقيت من العام.

وأرجعت السبب إلى تغيرات مناخية متسارعة، أدت إلى تغير في طبيعة الظواهر الجوية وتوقيتاتها، موضحة أن ما كان يُعد ظاهرة نادرة أو استثنائية بات اليوم متوقعًا ومتكررًا بفعل التغير المناخي.

وأضافت أن مصر تأثرت مؤخرًا بمنخفض جوي نادر في هذا التوقيت، بالتزامن مع وجود منخفض علوي في طبقات الجو العليا، وتوافر معدلات رطوبة مرتفعة على سطح الأرض، إلى جانب نشاط منخفض سطحي وارتفاع درجات الحرارة، وهي عوامل أدت مجتمعة إلى تكوّن سحب ركامية قوية تحولت إلى سحب ممطرة في مناطق متفرقة.

ونبهت إلى أن هذه الظواهر الجوية غير المألوفة في فصل الصيف، ترجع إلى الخلل في منظومة التوزيعات الضغطية الناتج عن التغير المناخي، والذي غيّر من طبيعة تأثير المنخفضات والمرتفعات الجوية على البلاد. 

وأضافت أن العالم كله يشهد تغيرات مناخية متسارعة، ما يجعل من المتوقع تكرار بعض الظواهر الجوية غير المألوفة في الفصول القادمة، دون أن يكون هناك ما يدعو للقلق على المدى القريب.



‫0 تعليق

اترك تعليقاً