

هاي كورة (رأي خاص بالصحفي خافيير أزنار – As)
كنت هناك، أراقب، وأحلل، وأحاول أن أضع الكلمات في موضعها الصحيح.
الهزيمة التي تلقاها ريال مدريد أمام باريس سان جيرمان برباعية نظيفة في كأس العالم للأندية لم تكن مجرد سقوط رياضي عابر، بل لحظة مفصلية.
لحظة ولادة، لا انهيار.في عالم كرة القدم، ليست كل الهزائم تُقاس بالأهداف، فبعضها يحمل في طياته دروسًا تساوي بطولات.
أتذكر حين صاغ فالدانو مصطلح “الهزيمة المفيدة”، تعبير بدا للوهلة الأولى كأنه تناقض لفظي أو تبرير مريح.
لكنه مع الزمن أثبت صحته، فقد تكون الهزيمة أحيانًا أعظم محفّز، وأصدق مرآة.
ريال مدريد الجديد، بقيادة تشابي ألونسو، خاض اختباره الأول أمام أحد أقوى فرق العالم، وخرج منه مثقلاً بالدروس، الهزيمة أمام هذا الـ”بي إس جي” لم تكن فقط منطقية، بل في رأيي ضرورية.
لأن الانتصار في مثل هذا التوقيت كان ليُخفي العيوب، ويُضلل التقييم، ويرفع سقف التوقعات بشكل زائف.
كل فريق عظيم يحتاج إلى لحظة ألم أولى، ريال مورينيو عرفها في خماسية الكامب نو، ريال أنشيلوتي عرفها في ثلاث سقوطات متتالية في نصف النهائي، مانشستر سيتي عرفها في برنابيو، ثم عاد بعدها ليُسقط الملكي بثأر بارد، هذه هي كرة القدم، وهذه هي سنّة التطور.
خرج تشابي ألونسو من هذه المباراة بعينين مفتوحتين على ما ينقص فريقه.
رأى بوضوح أين تتشقق البنية، وأين يجب التدخل، لم تكن الهزيمة مجرد نتيجة، بل كانت تشريحًا دقيقًا للواقع.
كما قال ألكاراز بعد خروجه من ويمبلدون: “الخسارة صعبة دائمًا… لكنها تجعلني أفضل”، وأنا أقول: ريال مدريد لا يخسر، بل يتعلم.