يعتقد كثير من مرضى السكري أن الحليب قد يكون من الأطعمة التي يجب تجنبها كليًا، خوفًا من ارتفاع سكر الدم بعد تناوله. لكن الحقيقة أن الحليب ليس ممنوعًا، بل هو غذاء متكامل يمكن أن يكون جزءًا أساسيًا من نظام مريض السكري إذا اختير بشكل علمي ومدروس.فهو يحتوي على البروتين، والكالسيوم، وعدد من العناصر التي يحتاجها الجسم يوميًا، لكن تأثيره يختلف باختلاف نوعه ووقت شربه.
تركيبة الحليب وتأثيرها على مريض السكري
وفقا لتقرير نشر فى موقع vinmec فيحتوي الحليب على اللاكتوز، وهو نوع من السكريات الطبيعية. عند هضم اللاكتوز، يتحول إلى جلوكوز يُمتص مباشرة إلى الدم. لذلك، يحتاج مريض السكري إلى إدخال الحليب ضمن حسابه اليومي من الكربوهيدرات.
وفي المقابل، يحتوي الحليب أيضًا على بروتينات تساعد في إبطاء امتصاص السكر، مما يمنع الارتفاع المفاجئ لمستوى الجلوكوز بعد تناوله.
لكن الأنواع التقليدية من الحليب قد تحتوي على دهون مشبعة وسكر مضاف، وهنا تكمن المشكلة. لذلك طُورت أنواع مخصصة تُعرف باسم “حليب مرضى السكري”، تحتوي على نسب مدروسة من المغذيات للمحافظة على استقرار سكر الدم.
الحليب ليس عدوًا لمرضى السكري، بل هو صديق مشروط بالاعتدال والاختيار الصحيح.بتجنّب الأنواع المحلاة واختيار الحليب منخفض الدسم والغني بالكالسيوم، يمكن للمريض الاستمتاع بفوائده العديدة دون القلق من تقلبات السكر في الدم.ومع المراقبة المستمرة لمستوى الجلوكوز والتزام النظام الغذائي الموصى به، يصبح الحليب عنصرًا داعمًا لصحة المريض لا عبئًا عليها.
أهمية الحليب في الوقاية من المضاعفات
وفقًا لتوصيات الجمعية الأمريكية للسكري، فإن الأشخاص المصابين بالسكري أكثر عرضة للإصابة بضعف العظام وفقدان الكتلة العظمية مع التقدم في العمر.
يساعد الحليب الغني بالكالسيوم وفيتامين D على تقليل هذا الخطر وتحسين صحة العظام والمفاصل.كما أن البروتين الموجود فيه يُساهم في الحفاظ على الكتلة العضلية، خصوصًا لدى كبار السن الذين يعانون من ضعف العضلات أو سوء التغذية.
الأوقات المثالية لشرب الحليب
الصباح: بداية ثابتة لليوم
تناول كوب من الحليب صباحًا يُساعد على ضبط الشهية خلال اليوم، لأن البروتين الموجود فيه يحفز إفراز هرمونات الشبع، مما يقلل الرغبة في تناول السكريات أو الوجبات الخفيفة غير الصحية.
بعد الظهر: دعم للطاقة دون رفع السكر
يمكن أن يكون الحليب وجبة خفيفة متوازنة في منتصف اليوم، خصوصًا قبل التمارين الرياضية. فهو يمد الجسم بطاقة معتدلة دون التسبب بارتفاع سريع في الجلوكوز.
قبل النوم: وقاية من انخفاض السكر الليلي
يمتد الصيام الليلي عادة من وجبة العشاء حتى الإفطار، أي نحو 10 إلى 12 ساعة. هذه المدة الطويلة قد تُسبب انخفاض السكر لدى بعض المرضى، خاصة من يتناولون الأنسولين.
كوب صغير من الحليب قبل النوم يُحافظ على التوازن ويمنع الأعراض المزعجة مثل الدوخة أو الصداع الليلي.
كيف تختار الحليب الأنسب لك؟
1. احذر المؤشر الجلايسيمي المرتفع
اختر منتجات الحليب التي تحمل على عبوتها عبارة “مؤشر جلايسيمي منخفض”، أي أقل من 55، لأن ذلك يعني أن امتصاص السكر منها سيكون بطيئًا وآمنًا.
2. قلّل من الدهون المشبعة
الحليب كامل الدسم يحتوي على نسب عالية من الدهون المشبعة التي قد تُضر بالقلب، خاصةً لدى مرضى السكري من النوع الثاني.
يفضل اختيار الحليب قليل الدسم أو الخالي من الدسم للحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية.
3. تجنّب السكريات المضافة
تحتوي بعض أنواع الحليب التجارية على نكهات محلاة أو شراب الذرة عالي الفركتوز، وهو ما يرفع السكر بسرعة.
الحليب غير المحلى أو قليل السكر هو الخيار الأمثل.
4. اختر ما يناسب حالتك الصحية
إذا كان المريض يُعاني من مشكلات أخرى مثل الإمساك أو هشاشة العظام أو اضطرابات النوم، يمكن اختيار أنواع الحليب المدعمة بالألياف والفيتامينات والمعادن لتحسين الهضم ودعم الجسم.
دور النشويات المقاومة في الحليب المخصص لمرضى السكري
تُعتبر النشويات المقاومة عنصرًا مبتكرًا في تركيبة بعض أنواع الحليب العلاجية.
فهي لا تُهضم في الأمعاء الدقيقة، بل تمر إلى القولون حيث تتحول إلى غذاء للبكتيريا النافعة، فتُبطئ امتصاص الجلوكوز وتساعد في ضبط السكر في الدم.
كما تُساهم هذه النشويات في تقليل الالتهابات المعوية وتحسين حركة الجهاز الهضمي.
نصائح إضافية لشرب الحليب بأمان
يجب قياس مستوى السكر في الدم بعد ساعة إلى ساعتين من شرب الحليب لتحديد الكمية المثالية لكل شخص.
يُفضَّل شرب الحليب في درجة حرارة الغرفة أو الفاتر، لأن الحليب البارد جدًا قد يُبطئ عملية الهضم.
يمكن تناول الحليب مع القليل من الشوفان أو المكسرات لزيادة الإحساس بالشبع دون رفع السكر.
تعليقات